Admin Admin
عدد المساهمات : 75 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
| موضوع: البحث عن الرجولة الإثنين أغسطس 31, 2009 9:50 am | |
|
البحث عن الرجولة سألتها صديقتها بفضول: هل من المعقول أنك لم تلتق حتى الآن بشريك العمر الذي يرضي غرورك، أم انك ما زلت على عنادك صلبة متعنتة لا يعجبك العجب ولا الصيام برجب، ورأسك ما زال يحلم بفارس الأحلام الذي لم تلده أمه بعد؟!!. - قطعاً لا يا صديقتي!!! أنت أدرى الناس برأيي في الزواج وانه اللبنة الأساسية في بناء المجتمع، كما أنني أتوق الى أن أصبح أماً.. لكن قضية البحث عن الرجولة الحقيقية أمر مضن، ولا يقنعني إلا رجل احترمه لكي أحبه... ومع الأسف فالمتوفر على الساحة شباب سطحي هشّ، فارغ العقل والروح... كسول... ينتظر من يرسم له مستقبله... إليك بعض النماذج من الرجولة!! سأحدثك عن آخر عريس تقدم لي والله لقد تقززت نفسي من هيئته وهندامه مع أنه جميل الصورة... جاءني ببنطال استقر عند الورك وكاد يسقط لولا زنار عريض أمسك به عند آخر ثقب... أنه يريد أن يغريني بأنه يتبع آخر صرعات الموضة الغربية وما عرف أن الغرب يريد أن يعرينا إجتماعياً وثقافياً... وقف أمامي بشعره الدبق المدهون بالجلّ كالإبر المستنفرة والمدببة كرأس القنفذ.. تدلى من صدره سنسال يلوح مع كل هزّة هاي مما جعلني أستعجل الباي فالمكتوب ظاهر من عنوانه...!!. - ليس من المعقول أن يكون الجيل كله على هذا المنوال، فهناك الملتزم، وهناك المثقف، ومن يحترم المرأة عقلاً وروحاً وجسداً... ثم أننا نحن أيضاً لنا عيوبنا فلسنا كاملات... ثم قولي لي لماذا رفضت من جاء قبله وكان رجلا وسيما وابن عائلة كريمة أصيلة؟؟؟. - هذا لا يكفي يا عزيزتي فشخصيته كانت مربوطة بوالده المشكوك في غناه يسير حسب إرادته لا رأي له، اتكالي، ذو شخصية هزيلة لم أسمع منه حديثاً جدياً، لا يوحي لا بالحبّ ولا بالحرب، باهت كالماء لا لون ولا طعم ولا رائحة... رفضته بقناعة تامة.. - والشاب الذي أحبك واختارك من بين الصبايا لخطبتك؟ ماذا قلت فيه؟؟.. - اتقصدين الذي يعمل في الخارج؟! وهل أنا من النوع التي تطيق العيش بالغربة بعيدة عن وطنها تربي أولادها في بيئة مختلفة عن بيئتها..!! لا يا عزيزتي الحياة جميلة بالأهل، بالبلد، لن أسمح لأحد أن يخلعني من جذري!!!. - والآخرون لماذا رفضتهم؟؟. أغلبهم موظفون، كيف تريدين أن أفتح بيتاً مع موظف ولو كان من الدرجة الأولى، فمع راتب ضئيل لا يكفي مستلزمات عيش كريم، وأنا التي تعودت على حياه نوعاً ما مرفهة... كم من السنين سننتظر حتى يكون لنا بيت أو سيارة؟! مالي ولهذا العذاب.. سأظل عزباء فاز المخفّون . - بل قولي ستدخلين بقدميك نادي العنوسة، وتعيشين، وتتحسرين كلما شاهدت أماً تحمل طفلاً!!.. دار هذا الحديث ببالها وهي في طريقها لمباركة صديقتها بزفافها.. دخلت بيتها لتفاجأ ببيت متواضع، ورجل مكتمل الرجولة أضفى على المكان سعادة ترف في جنباته... همست في أذن صديقتها أخيراً وجدته؟!! - نعم جوهرة في كومة قش... تنازلت عن كل طلباتي وأحلامي وأصبح هو حلمي حققته بزواجي منه باحتفال بسيط اقتصر على الأهل... التقيت به صدفة، أنه يحمل كل صفات الرجولة من مروءة وشهامة، يعرف متى يقول لا ومتى يقول نعم.. تنازلت عن أحلام الحياة المترفة لأجله وعن طيب خاطر لأنه علمني القناعة والإكتفاء، وأنا الآن أعتبر نفسي غنية به وهذا يكفيني!!! | |
|