القصة التي أرويها هذه المرة ليست من نسج الخيال و ان بدت كذلك لما فيها من عناصر الغرابة التي تجعلها قصة خيالية بينما هي في الحقيقة قصة واقعية عايشتها بنفسي و بطلتها لا زالت حية ترزق بعد أن من الله عليها بالشفاء.القصة بدأت عندما بلغت الفتاة سن التاسعة عشر حيث عرضت عليها احدى قريباتها ان تكون زوجة لابنها و لكن الفتاة رفضت و هذا حقها الشرعي . و بعد لاحظت الفتاة أن شيئا يشبه لسعة الناموس ظهر في يدها و لم تلق له بالا فلعل ناموسة لسعتها.و في اليـوم التالـي فوجئت الفتاة ان اللسعة تكبر و تصبح دملا ذا رأس يشبه رأس الدبوس مليء بالصديد ، فبادر أهلها بالذهاب بها الى احدى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم لها. و في المستشفى أجرى الطبيب المعالج فحوصاته للدمل و قرر عمل أشعة ، و هنا كانت المفاجأة . فقد أظهرت الأشعة أن دبوسا صغيرا في يد الفتاة .وقام الطبيب باخراجه و هو في دهشة من الأمر اذ كيف يدخل دبوس كهذا في يد دون ان تشعر؟!و مع ذلك لم يتوقف الطبيب طويلا عند دهشته. و عادت الفتاة الى البيت و في اليوم التالـي فوجئـت الفتاة بظهور عدة دمامل في كفيها و سارعت بالعودة الى المستشفـى و عمـلت الأشعـات اللازمـة و أكتشف الطبيب وجود دبابيس أخرى فقام باخراجها وسط ذهول الجميع. و عادت الفتـاة الى البيت. و في اليوم التالي فوجئت الفتاة للمرة الثالثة بظهور الدمـامل في قدميها و كفيهـا على حـد سـواء و أسرعت الى المستشفى. و ما تم عمله في المرتين السابقتين حدث في المرة الثالثة.و لكـن والدة الفتاة ظنت في الأمر و طوت عليه نفسها. فأخذت الفتاة الى نفر من الدجالين و لم تجد نتيجة . فطافت بها على بعض المشايخ القراء لقراءة القرآن عليها و لكن لا جديد في الأمـر و انتهى بالسيدة المطاف بأن جاءت الي وقصت لي ما حدث للفتاة . ولأنني على يقين تام بـأن القرآن الكريم فيه شفاء للناس لقول الله تعالى" و ننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين.."قلت في نفسي ان الله قادر على أن يرينا آية من آيات قدرته في هذه الفتاة و استعنت بالله و بدأت أقرأ على الفتاة آيات الرقيـة ثم أعطيتها ماء و زيتا مقروءا عليه و انصرفت. و بعد يومين عادت بها أمها لتخبرني أن الفتاة أصبحت شرسـة جدا منذ استخدامهـا للمـاء و الزيت المقروء عليه. فطلبت منها أن تراجعني لفترة اقرأ عليها آيات الرقية و صارت تتردد علـي لمدة ثلاثة أشهر. وفي يوم من الأيام وأنا أقرأ على الفتاة وبعض النسوة حدث ما لم يكن في البال نطق على لسان الفتاة جني فقلت له لماذا تلبست جسد هذه الفتاة ؟ فأجاب: أنا موجـود بفعل السحـر. قلت : و لمـاذا سحرت الفتاة ؟ قال: حتى لا تتزوج . و عندئذ تكشفت الحقيقة . فطلبت منه أن يخرج من الفتاة فقال: لا أستطيع لأنني مربوط فيها و لست وحدي فمعي أربعـة آخرون.فحاولت أن يستجيب الجني لطلب الخروج . وبالفعل بدأت أساومه على ان يكف عن ايذاء الفتاة و له أن يبقى فيها. و استجاب الجني فامتنع عن ادخال الابر و الدبابيس في قدم الفتاة و يديها واستمر الحال هكذا لفترة و ذات يوم عاودتني الفتاة و هي تشكو من دخول ابرتين في قدميها و ابرة في يدها و لكن المزعج في المر ان الأبر هذه المرة في العظام . فقمت بالقراءة على الفتاة حتى اذا جاء الجني سألته : لماذا عدت الى ايذاء الفتاة؟ فنطق قائلا: لأنك أتعبتنا في القراءة. فقلت له : هذا كلام الله. فقال: اذن نخرج من جسد الفتاة . و كم كانت فرحتي بهذه النتيجة السريعة التي لم أتوقعها و لكنها ارادة الله تعالى ، انما أمره اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون و الحمد لله على منه و كرمه. و قد استمرت الفتاة تراجع عندي ثلاثة أشهر حتـى تأكدت من خروج الجان تماما من جسدها . و هكذا عادت الفتاة الى حياتها بعدما زال عنها السحـر. و الحمد لله الذي أشفاها وعافاها ورفع عنها هذا البلاء فهو الشافي وهو علي كل شيء قدير.